نقل محمد منصور، الملياردير المصري، مقر إقامته من لندن إلى مصر، وذلك في إطار هجرة جماعية للأثرياء بعد تشديد بريطانيا الضرائب على غير المقيمين. محمد منصور، الذي يبلغ من العمر 77 عامًا، هو رئيس فرع إحدى أغنى العائلات في مصر، وقد أظهرت السجلات الرسمية أنه أصبح يقيم في بلده الأم.
قبل انتقاله، كان منصور قد تبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني لحزب المحافظين بعد أن تم تعيينه أمينًا ماليًا أول للحزب، وكان يعيش في بريطانيا منذ عام 2016 على الأقل، كما تظهر وثائق إيداع الشركات.
استثمارات منصور
استثمر منصور بشكل مبكر في شركات تكنولوجيا كبرى مثل “إير بي إن بي” و”سبوتيفاي”، وكان يُعتبر من أغنى المقيمين في لندن، حيث كان يدير أنشطته من مكتب في حي مايفير. بدأت المجموعة التي تحمل اسم عائلته كمصدر للقطن عام 1952، لكنها تطورت لتشمل مجالات العقارات والأغذية والتصنيع، بما في ذلك امتلاك واحدة من أكبر وكالات معدات البناء لشركة “كاتربيلر”.
لماذا يغادر الأثرياء بريطانيا؟
رغم أن سبب انتقال منصور لا يزال غير واضح، إلا أن المملكة المتحدة شهدت مغادرة عدد متزايد من المليارديرات والعائلات الثرية، وذلك بسبب الإصلاحات الضريبية التي تستهدف الأثرياء غير المقيمين. في مارس 2024، شددت الحكومة القواعد، حيث ألزمت غير المقيمين بدفع ضرائب على الدخل المتحقق في الخارج بعد أربع سنوات من الإقامة في المملكة المتحدة، بدلاً من أكثر من عقد.
حزب العمال، بزعامة كير ستارمر، ذهب أبعد من ذلك، حيث تعهد بإلغاء الإعفاءات الضريبية على الميراث للأصول المحتفظ بها في صناديق استثمار خارجية. بينما جذبت مناطق ذات ضرائب منخفضة مثل موناكو والإمارات الكثير من المغادرين، اختار بعضهم العودة إلى أوطانهم مثل منصور.
من بين هؤلاء، ترويلس هولش بوفلسن، مؤسس شركة “بست سيلر” التي تملك علامة “جاك آند جونز”، الذي عاد إلى الدنمارك، وفريدريك دي ميفيوس، أحد مؤسسي شركة “إيه بي إن بيف”، الذي عاد إلى بلجيكا. في أواخر 2022، عُين رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك منصور أمينًا ماليًا أول لحزب المحافظين، مما جعله شخصية محورية في الإشراف على الشؤون المالية وجهود جمع التبرعات. تبرعاته للحزب في العام التالي كانت الأكبر منذ أكثر من عقد، كما مُنح لقب فارس تقديرًا لإسهاماته في الأعمال والخدمة السياسية.


التعليقات