شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، حيث سجل المعدن الأبيض قفزة جديدة في التعاملات الفورية صباح اليوم الأربعاء، ليصل إلى 66.52 دولارًا للأوقية، وهو رقم قياسي لم يُسجل من قبل.

وبحسب بيانات “بلومبرج”، فإن الزيادة بلغت 3.29%، لتضاف إلى المكاسب التي حققها المعدن منذ بداية الجلسة عند 65.91 دولارًا.

هذه الزيادة تمثل واحدة من أقوى موجات الارتفاع التي شهدها العالم منذ سنوات طويلة، فالمكاسب تتسارع بشكل لافت مقارنة بمستويات الأسبوع الماضي، عندما كانت الفضة عند 61.61 دولارًا.

تشير هذه التحركات إلى تغيير كبير في اتجاهات السوق العالمية تجاه الفضة، حيث انتقلت من نطاق التحرك التقليدي إلى موجة صعود شبه متواصلة، مما يعكس قوة الطلب وتراجع مستويات المخزون المتاحة.

السجلات التاريخية تشير إلى أن الفضة لم تشهد قفزات بهذا الحجم إلا مرتين رئيسيتين؛ الأولى كانت في عام 1980 عندما تجاوزت حاجز الـ 50 دولارًا ثم تعرضت لانهيار سريع، والثانية في 2011 خلال تداعيات الأزمة المالية العالمية.

ما يميز الارتفاع الحالي هو قوته، فهو مدعوم بعوامل اقتصادية وصناعية قوية، في مقدمتها الطفرة في الطلب الصناعي، خاصة من قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، بسبب دور الفضة الحيوي في صناعة الألواح الشمسية والدوائر الإلكترونية.

في نفس السياق، يتجه المستثمرون نحو الفضة كملاذ آمن للتحوط من مخاطر التضخم، خاصة مع بدء السياسة النقدية الأمريكية في التحول نحو التيسير، مما يزيد من جاذبية الأصول البديلة.

أيضًا، تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا مهمًا في دعم هذا الاتجاه الصاعد، بالتزامن مع تراجع مستويات الإنتاج في بعض الدول الرئيسية المنتجة، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في مخزونات الفضة لدى منصات التداول العالمية، وهو ما يزيد من الضغط الإيجابي على الأسعار.